و الانتقاد قد يكون مفيدا اذا كان بنية صافية وقدم بديلا عمليا يشكل فعلا بديلا أفضل. والتحلطم والفضفضة قد تكون ايجابية أحيانا اذا ساعدت المرء على التخلص من متاعبه والتركيز في حياته وعمله
أما الانتقاد والتذمر المستمر والسلبي فهو مرضي بشكل عام وان اختلفت جذوره ودوافعه. وهو ليس ضار بهدف النقد فقط بل بمصدره وقارئه أيضا وربما بشكل أكبر. لأن الطاقة السلبية في النهاية تمتص كل ما هو ايجابي وتسحب طاقة من يحاول أن يرى النصف الممتلئ من الكأس
ودوافع هذا التوجه قد تكون واعية أو غير واعية. والدوافع الواعية بعضها عن حسن نية وكثر منها عن سوء. فكثير من المدونات (وبالذات المستجدة منها على الساحة) لها أجندة واضحة وتعمل عن قصد وبتخطيط دقيق لضرب الناس ببعض وتشتيت طاقات الشباب وصب الزيت على النار. ولا أستغرب ان اتضح ارتباط بعضها بأمن الدولة أو تيارات متضررة من مساحة الحرية التي تتمتع بها المدونات
البعض يتحلطم بسبب الاكتئاب وقلة الحيلة. وأشعر بالأسى الشديد لهؤلاء لأنني على ثقة بحسن نواياهم. ولكن أن يصل شاب في مقتبل العمر لهذه المرحلة من الاحباط والشلل فهذا أمر غير طبيعي ولا يجب أن يستمر لمدة طويلة. فهنالك وسيلة طالما وجدت العزيمة. والشباب في كل مجتمعات العالم وعبر التاريخ هم محرك التغيير. فهم القادرين على الابتكار والتفكير خارج الأطر النمطية لتغيير الأوضاع وتصويب الخطأ. والتذمر أسلوب ضار وخال من الابتكار وصالح فقط للعواجيز مثلي
أنا أستيقظ من النوم كل يوم وأتخذ قرارا واعيا بالتركيز على النصف الممتلئ من الكأس – وأحيانا حتى الربع! وان لم أجده جعلت ذلك دافعا لمزيد من العمل والابتكار. لأنه بدون الأمل بالتغيير تصبح الحياة فيلم رعب ممل .. وأنا أختار أن لا أعيش مثل هذا الفيلم. فما خيارك؟
مثال حي: انظر الخبر .. ثم اقرأ التعليقات تحته. لم يعقد المؤتمر والصحفي ولا نعرف أي شيء عن المجموعة ولكن النقد والتذمر جاهز .. هل هذا وضع طبيعي!؟