عالم ليس لنا

ما الذي يجعل دولة موطنا؟ الجنسية؟ الآلاف من البدون في الكويت يشهدون بعكس ذلك. مسقط الرأس؟ يمكننا سؤال الملايين من المهجرين والمغتربين من الجيل الثاني والثالث من العرب في البلاد والغربية وسيختلفون معنا. العلاقات والذكريات؟ هل يعني ذلك ان ابناء الدبلوماسيين لا أوطان لهم؟ هل معنى ذلك ان كل دولة لي فيها ذكريات جميلة يمكن أن تكون موطنا لي؟ هل الوطن هو حيث الأهل والعائلة وأصدقاء الطفولة؟ هل يعني ذلك انني لو جمعت أهلي وأصحابي وهاجرت لدولة أخرى ستكون هذه الدولة موطنا جديدا لي؟ هل هو جمال البلاد؟ طبيعتها؟ شهرتها؟ رخاؤها؟ خدماتها؟ حقوقي وواجباتي فيها؟ هل موطني هو الدولة التي تمنحني الاحترام والحرية والعدالة؟ كيف يمكن للعراقيين اذن ان يسموا العراق موطنا؟ ما الذي يجعل فلسطين موطن بعض الفلسطينيين واسرائيل موطن بعضهم الآخر؟ هل هما فعلا موطنان مختلفان؟! ما هو في الوطن الذي يجعلنا نتغنى: بلدي وان جارت علي عزيزة؟


أثناء الغزو توفرت لي فرص عديدة للخروج من الكويت بأمان ولكني رفضت لأنني اعتبرت ذلك خيانة عظمى. الآن عندما يسألني الآخرون أجيب ساخرة بانني سأسابق سيارة ... للحدود! ولكن بيني وبين نفسي لدي شك حقيقي بأنني سأصمد مرة أخرى لو تكرر الوضع لا سمح الله

عندما كنت صغيرة كان ينتابني ذعر شديد من السفر خارج موطني وترك بيتي وأهلي وأصدقائي حتى لو كان سفرا قصيرا وممتعا. كنت أعود بشوق ولهفة لكل شيئ .. بما في ذلك الغبار والرطوبة والحر. الآن يصيبني الاكتئاب اللحظة التي تحط بها الطائرة مطار الكويت. أشكال المسافرين كافية لتذكيري بالعته والتخلف والغباء وقلة الذوق التي جعلتني اتغرب داخل وطني

قد يكون العمر ، وقد تكون التجارب المريرة وربما تكون الممارسات السافرة التي نراها من أولي الأمر دون احتجاج يذكر من الشعب العزيز .. بصراحة لا أدري ، ولكن شعوري العام هو انني لا انتمي. كانني كائن فضائي غريب متفرج على الأوضاع .. أشعر انني في عالم ليس لنا

سؤالي: كيف تعرّف الشعور الوطني؟ ما الذي يجعل الكويت وطنك؟